كيف اتوب من هذا الذنب
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول الله تعالى في القران الكريم:
(فمن تاب من بعد ظلمه و أصلح فان الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم.)
(المائدة 41)
ويقول الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام :
« التائب من الذنب كمن لا ذنب له »
وآيات و أحاديث التوبة كثيرة جدا.
والتوبة النصوح تكون بشروط كالندم و العزم على عدم العودة للذنب ورد الحقوق إلى أصحابها وما إلى ذلك,إلا أن هذا الذنب الذي سأطرح عليكم,و الذي يسقط فيه عدد من الموظفين بالقطاع العام و الخاص على السواء و خاصة الأساتذة,ذنب كثيرا ما تساءلت عن كيفية التوبة منه و التخلص من تبعاته طول الحياة .
هذا الوزر يجعل رزقك أيها الموظف الذي تحصل عليه كل شهر حراما لان جذوره حرام وأنت من جعلها حرام .
هذا الوزر يصعب عليك أيها الموظف رد الحقوق إلى أصحابها مهما فعلت, و بالتالي (لا أدري أتقبل التوبة منه أم لا الله اعلم).
هذا الذنب ليس له مبرر يجعله مباحا أحيانا(في ظروف حرجة مثل الاستسقاء بالخمر لرد الموت عطشا) كما يعتقد البعض ممن وقعوا فيه على أساس انه حق لهم في ظل الظروف الحالية.
انه السعي وراء الحصول على الوظيفة أو الترقي فيها بطرق غير قانونية كالرشوة و الغش والاستناد على شخص له تدخلات و سلطة أو جهة معينة كحزب أو نقابة أو جمعية من أجل المنصب.(الانتقال الغير قانوني همّ كذلك)
انك أخي الموظف باستعمالك لإحدى هاته السبل الملتوية تحرم شخصا آخر أحقﱠ منك بالمنصب أو في الترقية.فكيف سترد له حقه بالله عليك ؟؟؟؟و اعلم أن حقه هو غير ضائع عند الله وسيأخذه من حسناتك يوم العرض على العزيز الجبار, فلم تحرم رزقك ورزق أبنائك ؟ما ذنبهم هم أن ينبت لحمهم من حرام وهذا وزر آخر ينضاف إليك واتبع خيط الحرام هذا وسترى إلى أين يقودك.
أخي الموظف إن كنت سقطت في هذا فأنا أتسأل معك عن كيفية التوبة منه و إن كنت ممن سلموا فاحذر أن تغريك المغريات فو الله لقد عرض علي ولم اقبل.
- تذكر لحظة الموت,( كل نفس ذائقة الموت ) والعرض على الله ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله (
( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية . (
قال صلى الله عليه وسلم( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا ، قال الصحابة : من هم يا رسول الله ؟ قال : أما إنهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها.
أسأل الله العلي القدير أن ينجينا من الغم و الهم ويطهرنا ويحلل رزقنا ....آميـــن.
تحياتي.