....فيا أيها الناس صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
الطهور شطر الإيمان) إي نصف الإيمان وذلك لأن الإيمان لا يصح ولا يتم إلا بتخليه وتحلية إلا بتخليه القلب من الشرك والنفاق والحقد والبغضاء للمسلمين ومن ال وتحليته بالتوحيد والإخلاص ومحبة المؤمنين لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
إن الطهور شطر الإيمان) فاتقوا الله عباد الله طهروا قلوبكم من الشرك والنفاق في عبادة الله ومن الحقد وارادة السوء في معاملة عباد الله طهروا أبدانكم وثيابكم ومواضع صلاتكم من النجاسات والأقذار استنزهوا من البول والغائط بالاستنجاء....
استماع المادة
تحميل المادة
المصدر :
حجم الملف : 3.89 MB
تاريخ التحديث : Jun 22, 2004
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما ..
أما بعد ...
فيا أيها الناس صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
الطهور شطر الإيمان) إي نصف الإيمان وذلك لأن الإيمان لا يصح ولا يتم إلا بتخليه وتحلية إلا بتخليه القلب من الشرك والنفاق والحقد والبغضاء للمسلمين ومن ال وتحليته بالتوحيد والإخلاص ومحبة المؤمنين لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
إن الطهور شطر الإيمان) فاتقوا الله عباد الله طهروا قلوبكم من الشرك والنفاق في عبادة الله ومن الحقد وارادة السوء في معاملة عباد الله طهروا أبدانكم وثيابكم ومواضع صلاتكم من النجاسات والأقذار استنزهوا من البول والغائط بالاستنجاء بالماء أو الاستجمار بالأحجار حتى ينقي المحل بثلاث مسحات فأكثر أيها الناس إن عدم التنزه من البول من أسباب عذاب القبر في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير) أي في أمر شاق عليهما ولكنه كبير في الذنوب قال صلى الله عليه وسلم : ( وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) أي يسعى بين الناس بالإفساد بينهم فينقل كلام هذا إلى هذا حتى يتباعد الناس ويتفرقوا بسبب نميمته ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قتات أي نمام ) إن من الخطأ إن من الخطأ الذي يؤسف له أن بعض الناس يبول ثم يقوم من بوله لا يبالي بما أصابه منه ولا يستنزه منه بماء ولا أحجار ثم يذهب يصلي وهو متلوث بالنجاسة وهذا من كبائر الذنوب ولا تصح الصلاة على هذه الحال ومن الخطأ المقابل لهذا أن بعض الناس يبالغ في التنزه من البول فتجده يحاول أن يعصر ذكره حتى تفسد مجاري البول حتى لا تمسك البول بعد ذلك فيحصل معه سلس البول بمثل بسبب هذا التعصير ولهذا نقول كن وسطا بين الافراط والتفريط إذا انتهي البول فأغسل رأس الذكر وما أصابه من البول فقط ولا حاجة إلى مسح الذكر ولا إلى عصره فإن هذا من الأمور البدعية كما حقق هذا شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وهو من أسباب فساد المجاري وهو من أسباب حصول الوسواس ولقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله كلمة عجيبة مفيدة قال : (إن الذكر مثل الضر ع إن حلبته در وإن تركته قر) أي إن عصرته فإنه يكون به السلس وإن تركته فإنه يقر ولا يحصل به هذه المفسدة فكونوا أيها المسلمون بين الإفراط والتفريط في هذه الأمور فإن دين الله عز وجل بين الغالي فيه والجافي عنه أيها المسلمون أن من المهم أيضا بل هو أهم أن تتطهروا من الحدث الأصغر بأصباغ الوضوء كما أمركم الله به وكما جاءت به السنة عن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم فكونوا عند إرادة الوضوء كونوا مستحضرين أمر الله به حيث قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ َ) (المائدة:6) وكونوا مستحضرين كونوا مستحضرين وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لتحققوا بذلك ركني العبادة وهما الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلوات الله وسلامه عليه سموا عند الوضوء سنة إن قام بها الإنسان كان وضوءه أكمل وإن لم يقم بها فلا حرج عليه لأن الإمام أحمد رحمه الله قال في أحاديث في أحاديث التسمية على الوضوء قال: ( لا يثبت في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم) ولهذا كان الذين يذكرون صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتكلمون عن التسمية ولكن لو صح الحديث بها فإن السكون عنها لا يدل على عدمها ولكن الأحاديث فيها ضعيفة ولهذا كان القول الراجح أن التسمية على الوضوء سنة وليست بواجبة فإن قام بها الإنسان فهو أكمل وإلا فلا حرج عليه واغسلوا أكفكم ثلاثة مرات ثم تمضمضوا واستنشقوا واستنثروا ثلاث مرات بثلاث غرفات ثم اغسلوا وجوهكم ثلاث مرات من الأذن إلى الأذن عرضا ومن منحنى الجبهة نحو الرأس إلى أسفل اللحية ثم اغسلوا اليد اليمنى ثلاثة مرات من أطراف الأصابع إلى المرفق وهو مفصل الذراع من العضد ثم اليسرى مثل ذلك وهنا أقف لأنبه على مسالة مهمة وهي أن بعض الناس عند غسل لليدين بعد الوجه لا يغسل إلا الذراع فقط ولا يغسل الكف وهذا لا يجزئه ولا يصح الوضوء به بل لا بد أن تغسل اليد من أطراف الأصابع إلى المرفق لأن الله عز وجل قال : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ) ومن المعلوم أن الكف من اليد باتفاق أهل اللغة و ثم امسحوا جميع رؤوسكم من منحنى الجبهة مما يلي الوجه إلى منابت الشعر من القفى وما نزل من الرأس عن منابت الشعر المعتاد فإنه لا يجب مسحه والأذنان من الرأس فيجب مسحهما يدخل الإنسان سباحتيه وهما يدخل الإنسان سباحتيه وهما الإصبعان بين الوسطي والإبهام ويمسح بالإبهام بإبهاميه ظاهرهما ثم اغسلوا الرجل اليمنى ثلاث مرات من أطراف أصابعها إلى الكعبين وهما العظمان البارزان في أسفل الساق ثم الرجل اليسرى مثل ذلك والكعبان والمرفقان داخلان في الغسل أيها المسلمون هذا هو الوضوء الأكمل وإن اقتصر الإنسان على غسلة واحدة فلا بأس وإن أغتسل على غسلتين فلا بأس وإن غسل بعض الأعضاء مرة وبعضها مرتين وبعضها ثلاثا فلا بأس لأن الأمر في هذا واسع وإذا كان على الرأس عمامة أو قبع فامسحوا عليه بدلا عن مسح الرأس وامسحوا على الأذنين إن خرجتا وإذا كان على الرجلين خف أو جورب أو نحوهما مما يلبس على الرجل سواء كان من القطن أو من الصوف أو من الجلود أو غيرها مما يجوز لبسه وسواء كان صفيقا أو رقيقا فامسحوا عليه بدلا عن غسل الرجل لكن بثلاثة شروط الشرط الأول الشرط الأول أن يكون الملبوس طاهرا فإن كان نجساً لم يجز المسح عليه لأن مسحه لأن مسحه بالماء لا يزيده إلا تلوثا ولأن الغالب أن الماسح سوف يصلي ولا تصح الصلاة في خف نجس لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في نعليه وفيهما قذر فأخبره جبريل بذلك فخلعهما وهو في صلاته والشرط الثاني أن يلبسها على طهارة فإن لبسها على غير طهارة لم يجز المسح لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه حين أراد أن ينزع خفي النبي صلى الله عليه وسلم عند وضوئه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين) الشرط الثالث أن يكون ذلك في الحدث الأصغر فإن أصابة الإنسان جنابة لم يجز المسح على الخفين ولا على الجوربين ولا على العمامة أيضا لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صفوان بن عثان رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا أي مسافرين أن نمسح خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم ) وهناك شرط رابع وهو أن يكون المسح في المدة المحدودة شرعاً وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (جعل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم ) يعني في المسح على الخفين وهذه المدة تبتدئ من أول مرة مسح عليهما بعد الحدث وتنتهي بانتهائها لأن منتهى المدة يعرف من أولها فمثلا إذا تطهر الرجل لصلاة الفجر ولبس خفيه ونقض وضوئه في الضحى ثم توضأ لصلاة الظهر عند آذان الظهر ومسح على خفيه فإن المدة تبتدأ من الوقت الذي مسح فيه أول مرة وهو عند آذان الظهر فيستمر يمسح إلى مثله إلى اليوم التالي إن كان مقيما أو إلى تمام ثلاثة أيام إن كان مسافرا إلا أن تصيبه جنابه فإنه يخلعهما ويغسل رجليه مع سائر جسده وإذا تمت المدة وأنت على طهارة فاستمر على طهارتك ولا تنتقض طهارتك بتمام المدة حتى يحصل ناقض للوضوء من بول أو غيره وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما وقت المسح ولم يوقت الطهارة فإذا تطهر الإنسان قبل انتهاء المدة فقد تمت طهارته بمقتضى دليل شرعي وما ثبت بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يمكن نقضه إلا بدليل شرعي وعلى هذا فمن قال إن المدة إذا تمت بطل الوضوء فعليه الدليل لأنه قال خلاف الأصل وكذلك من مسح على شيء ثم خلعه فإن طهارته لا تنتقض بخلعه بل تبقي بل تبقي على ما هي عليه حتى يحصل ناقض من نواقض الوضوء المعروفة وذلك للعلة التي ذكرنها وهي أنه إذا مسح فقد تمت طهارته بمقتضى دليل شرعي فلا تنتقض طهارته إلا بدليل شرعي ولا دليل على أن الإنسان إذا خلع الجورب أو الخف انتقض وضوءه وعلى هذا فيبقي على ما كان عليه وقد قاس أهل العلم الذين يقولون بهذا القول الراجح قاسوا هذه المسألة على رجل مسح على رأسه وفيه شعر ثم حلقه بعد ذلك فإن طهارته لا تنتقض ولا أثر لكون المسح على الرأس أصليا وعلى الخف فرعيا لأن هذا لا يؤثر في العلة أيها المسلمون اصبغوا الوضوء رحمكم الله على الوجه المطلوب منكم فقد صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما منكم من أحد يتوضأ فيصبغ الوضوء ويقول أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) وعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) رواه مسلم وعن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إصباغ الوضوء في المكاره وأعمار الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً ) فهؤلاء ثلاثة من الخلفاء الراشدين رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه فضل عظيم في الوضوء أيها المسلمون تطهروا من الجنابة كح ؛ كح وبادروا بالطهارة منها فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تقرب الملائكة جنباً إلا أن يتوضأ) ولا تناموا على جنابة فإن تيسر لكم الاغتسال قبل النوم فهو أفضل وإن لم يتيسر فتوضؤا كما تتوضئون للصلاة ثم ناموا واغتسلوا إذا قمتم هذا هو الأفضل وإن نام الإنسان على جنابة فإنه ؛ على جنابه بلا وضوء فإنه إما واقع في مكروه أو في محرم أولا بأس عليه على خلاف بين العلماء في ذلك والواجب في الغسل أن يعم بدنه بالماء مرة واحدة فلو فرض أن شخصا انغمس في بركة حتى غط الماء جميع بدنه وخرج بنية الغسل كان ذلك كافيا بعد أن يتمضمض ويستنشق ولكن الأفضل أن يغسل كفيه ثلاثا ثم يغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءا كاملا ثم يغسل رأسه فيخلل أصول شعره بالماء حتى يبلغ ثم يفيض ثم يفيض عليه ثلاثة مرات ثم يغسل سائر جسده ولا يحتاج إلى إعادة الوضوء بعد الغسل لأن الغسل كافي عن الوضوء بدلالة الكتاب والسنة فإن الله تعالى قال : ( وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا ) ولم يذكر وضوءاً والنبي صلى الله عليه وسلم أعطي رجلا ماء أصابته جنابة فقال خذ هذا فأرقه أو قال فافرغه على نفسك ولم يذكر له الوضوء ولكن الوضوء في أول الغسل هو الأفضل كما سمعتم ومن كان في أعضاء طهارته جرح ؛ جرح لا يضره الماء وجب عليه غسله فإن كان يضره الغسل دون المسح وجب عليه مسحه فإن كان يضره حتى المسح تيمم عنه وإذا كان على أعضاء طهارته وإذا كان على أعضاء طهارته جبس مغلف على كسر أو لصقة مشدودة على جرحٍ أو ألم مسح عليه أو لصقة مشدودة على جرحٍ أو على ألم مسح عليه حتى يبرأ سواء في الحدث الأصغر أم الجنابة والمريض الذي يتعذر عليه استعمال الماء لعجزه عنه أو تضرره باستعماله يجوز له أن يتمم حتى يزول عذره والمسافر الذي ليس معه ماء زائد عن حاجته يجوز له أن يتمم حتى يجد الماء لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( جعلت لي الأرض لي مسجداً وطهورا فأيما رجلٌ من أمتي أدركته الصلاة فليصل) وبهذه الآية الكريمة وهي قوله : (وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) وبهذا الحديث الشريف وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم يتبين وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم
جعلت لي الأرض لي مسجداً وطهورا ) الطهور ما يتطهر به دليل على أن التيمم مطهر وعلى هذا فإذا تيممت لصلاة وبقيت على طهارتك إلى وقت الصلاة الأخرى فلا حاجة إلى إعادة التيمم مرة ثانية لأن التيمم الأول طهرت به بدلالة كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن متى وجدت الماء وجب عليك أن تستعمله فإن كنت متيمما عن حدث أصغر وأردت الصلاة فلا بد من الوضوء وإن كنت متيمما عن حدث أكبر وأردت الصلاة فلابد من الوضوء فلا بد من الغسل ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأي رجلا معتزلا لم يصلي في القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منعك قال: أصابتني جنابة ولا ماء فقال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ولما حضر الماء أمره صلى الله عليه وسلم أن يغتسل به فدل هذا على أن طهارة التيمم طهارة موقتة تزول بزوال العذر لا بخروج الوقت أو بدخوله أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين اللهم أجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا اللهم اجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين اللهم اجعلنا ممن يقول سمعنا وأطعنا ولا تجعلنا ممن يقول سمعنا وعصينا إنك جواد كريم اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم : ( فَبَشِّرْ عِبَادِ *الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله وكفي وسلام على عباده الذين اصطفي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإليه المآب والمنتهي وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي اصطفاه الله على الورى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى . . .
أما بعد
أيها الناس فإن الطهارة شرط لصحة الصلاة لابد أن يكون الإنسان متطهرا من الحدثين الأكبر والأصغر لابد أن تكون ثيابه طاهرة لابد أن تكون بقعته التي يصلي عليها طاهرة لابد أن يكون بدنه طاهرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم خلع نعليه حين علم أن بهما قذرا وهذا يدل على أنه لا يجوز للإنسان أن يلبس ما فيه نجاسة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصب على بول الأعرابي دنوب من ماء ليطهر المكان الذي بال فيه وقد بال الأعرابي في جانب من المسجد وهذا دليل على وجوب تطهير محل الصلاة ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول) وهذا دليل على وجوب تطهير البدن من النجاسة إذاًَ لا بد من اجتناب النجاسة في أمور ثلاثة في بدن الإنسان وفي ثيابه وفي محل صلاته ولكن إذا صلي الإنسان محدثا بحدث أصغر أو بحدث أكبر جاهلا أو ناسيا فإنه يجب عليه إعادة صلاته إذا علم بذلك أو ذكر مثال هذا رجل نقض الوضوء ولم يتوضأ ثم صلي وقد نسي أنه نقض الوضوء فإذا ذكر أنه لم يتوضأ بعد نقضه فإنه يجب عليه أعادة صلاته وإذا كان في أثناء الصلاة وذكر ذلك فإنه يجب أن ينصرف منها وإن كان مأموما أو منفردا فلا إشكال فإن كان إماما فإنه يجب عليه أن ينصرف ويقول لمن وراءه تقدم يا فلان أكمل بهم الصلاة وإن انصرف ولم يقل ذلك فإن للمأمومين الخيار بين أمرين إما أن يقدموا واحدا منهم أن يتم بهم الصلاة وأما أن يتموها فرادى ولا دليل على أن صلاة المأمومين تبطل في مثل هذه الحال وكذلك لو كان جاهلا بما نقض وضوءه ثم علم بعد ذلك مثل أن يأ مثل أن يأكل الإنسان لحم إبل ولم يعلم به وتذكر بعد أن صلي فإنه يتوضأ ويعيد صلاته أما النجاسة التي على الثوب أو على البدن أو في البقعة فإنه إذا صلي في هذه الحال أي وهو متلوث بالنجاسة هو أو ثوبه أو المكان الذي يصلي فيه جاهلا بذلك أو ناسيا فإنه لا إعادة عليه مثال هذا رجلا كان في ثوبه نجاسة ولكنه لم يبادر بغسلها فصلي ناسيا ثم ذكر بعد أن سلم من صلاته فإن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه ودليل ذلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبره جبريل بأن في نعليه قذرا لم يستأنف الصلاة من أولها بل بني على ما مضى منها وأتم صلاته وهذا دليل خاص في هذه المسألة أما الدليل العام فهو قوله تعالى : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)(الأحزاب: من الآية5) وقوله تعالى : ( رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)(البقرة: من الآية286) فقال الله قد فعلت ولكن هاهنا مسألة ينبغي للمسلم أن يتفطن لها وهي أنه أصابته نجاسة في بدنه أو ثوبه أو في المكان الذي يصلي فيه فإن السنة والأولي والأكمل أن يبادر بتطهيره ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في الحال أن يصب على بول الأعرابي الذي بال في المسجد أمر أن يصب عليه دنوب من ماء ولما جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي وجعله في حجره بال الصبي في حجره صلى الله عليه وسلم فدعى النبي صلى الله عليه وسلم في الحال بماء واتبعه إياه ولأن هذا أولي وأكمل للإنسان حتى لا ينسى بعد ذلك فبادروا أيها المسلمون بتطهير أبدانكم وثيابكم ومواضع صلاتكم إذا أصابتها نجاسة ولا تتأخروا فإن المشروع هو التقدم وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضي وجعلني وإياكم من العالمين بحدوده الذين لا يخالفونها بتعد ولا قربان اللهم إنا نسألك أن تبعدنا عن المحرمات اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما بعد بين المشرق والمغرب اللهم نقنا من خطايانا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس اللهم أغسلنا من خطايانا بالماء والبرد والثلج اللهم وفقنا للقيام بطاعتك على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكو نن من الخاسرين اللهم إنك قلت وقولك الحق : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(البقرة: من الآية186) وقلت وقولك الحق
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) اللهم إنا نسالك أن تغيثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مجللا عاما نافعا غير ضار اللهم اسقنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم لا تمنع فضلك عنا بذنوبنا اللهم عاملنا بعفوك فإنك أهل العفو والمغفرة يا رب العالمين اللهم أغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر أمورنا وأغفر لنا يا ذا الجلال والإكرام اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . .